فلاش أنفو 24 – خالد الناشيط.
ليتك يا عيد مازلت بعيدا ولم تأت ليستقبلك عمال المغرب بهذه الطريقة، ليتك غيرت مسارك لوجهة أخرى رحبت بك بما يليق بهيبتك ومكانتك وقدرك الذي عهدته من أسلاف هذه الشغيلة التي حلال فيها وصفها بأنها تفتقر إلى النفس الطويل، بل حتى الرغبة في إقناع الذات بأنه فعلا يوم عالمي يتقاسم فيه عمال العالم همومهم واضعينها فوق طاولات مسؤولين، وأمام أعين محللين، وتحت أقلام وكاميرات إعلاميين لعلهم بذلك يشكلون فسيفساء متكاملة وصورة جلية تصل من يهمهم الأمر، ليشكلوا بها ورقة ضغط أو حتى وخزة دبوس في جلد سميك إلتحفه مسؤولون وشاركهم فيه متزعموا بعض النقابات شاربين ضاربين بعرض الحائط جميع أخلاقيات المهنة وآخدين أثمنة بخسة وامتيازات هي في الأصل حقوق ألبسوها رداء نعمة وجب التمسك بها إرضاء لمن ألمسكوا اللجام ووجهوا الأنام حيث ما أرادوا وتحققت مصالحهم.
هذا كله انعكس على أجواء الاحتفالات اليوم بعيد العمال التي وجب وصفها بالباردة والفاترة بدون أي مظاهر تبين أنه فعلا عيد عمال انتفضوا ضد الاستغلال وتجمهروا للمطالبة بحقوقهم إسوة بأسلافهم الذين كانوا يقيمون الدنيا ولا يقعدونها في مثل هذا اليوم في زخم ووحدة متناسين جميع مشاكلهم الداخلية وواضعين جميع الخلافات جانبا عكس المسرحيات النقابية التي نراها اليوم وتشتت نقابي وتجمعات متفرقة محتشمة هنا وهناك كأن المهم هو إحياء سنة الخروج إلى الشوارع يوم الفاتح من ماي والإستفادة منه كيوم عطلة فقط لاغير.
بورزازات إستيقضنا على وقع قاعات متنقلة ضخمة أهمها التي نصبت أركانها في ساحة البلدية وسط المدينة وسط دهول الساكنة التي توقعت حدثا عمالية ضخما بضخامة الخيمة واللوحة المعلقة فوقها ليتفاجأ الجميع بعد سويعات من هدم أركانها وإعادتها إلى المستودع بعد مرور مجموعة من التمثيليات النقابية جانبها دون ولوجها لتعود حليمة إلى عادتها القديمة وتعود المدينة المسكينة إلى سابق عهدها وسكونها الذي يوحي باقتراب مراسيم صلاة جنازة عليها وعلى حالها الذي يحتضر وأبناءها محيطون بها كل منهم يوجه أصبع الإتهام للآخر بعقوق الوالدة وإيصالها إلى ما آلت إليه. فعيد بأي حال عدت يا عيد؟