هل ستعود الروح لدير تومليلين بغابات أزرو لإستئناف مهامه

مكتب مراكش14 أغسطس 2022
هل ستعود الروح لدير تومليلين بغابات أزرو لإستئناف مهامه

مكتب خنيفرة
تحقيق فريد نعناع

قد لا تعرف الأقلية من الأجيال الصاعدة والمحلية عن غابات تومليلين بأزرو سوى أنها مواقع للتخييم الصيفي الذي تحج إليه العديد من أفواج الأطفال والتلاميذ التابعة للأعمال الإجتماعية للعديد القطاعات والمؤسسات العمومية والشبه عمومية والقطاع الخاص ، حيث تعج غابات إقليم إفران بها نظرا لجماليتها وبرودة الأجواء والتي تميز غابات الأطلس المتوسط .
وبالعودة إلى تومليلين وهو إسم أمازيغي يعني البيضاء نسبة إلى صخور يسودها البياض على الجبل المشرف على مدينة أزرو ليأخذ المكان بغابته هذه التسمية ، والذي نال إعجاب الفرنسيين خلال الحماية ليقرروا تأسيس دير للرهبان به وسط الغابة في 26 أكتوبر 1952 قبل إستقلال المغرب بأربع سنوات على يد ” لوي فرانسوا اميدي لوفيفر ” أول الأساقفة الكاثوليك بمدينة الرباط ليكون مركزا تبشيريا بالدرجة الأولى حيث إشتغل به 15 راهب وخمسة إخوة فإحتوى الفضاء بعد التشييد حجرات لسكن الرهبان ، ومطابخ كبرى ، وقاعات واسعة للمطالعة والتدريس ، ومطاعم ، وداخلية لإيواء الأطفال وأغلبهم أيتام و متخلى عنهم ومكتبة كبيرة وقاعة للضيافة فيما خصصت أخرى للدفن وكلها اليوم أثار لازالت قائمة تشهد على الأدوار الدينية والإنسانية لهذا الدير الذي كان يطعم كل جائع ويعلم كل أمي ويعالج كل مريض ويأوي كل عابر سبيل من خلال اعمال القائمين عليه ورمزيته في مجال التعايش بين الأديان والتي عرفها المغرب منذ عهود سحيقة .

وبعد الإستقلال أصبح هذا الفضاء التاريخي مقرا لعقد لقاءات وندوات تجمع بين الفرنسيين والشباب المغربي واغلبهم من الحركة الوطنية لمناقشة آفاق الآداب والفكر في دورات تفتح بتلاوة رسائل الملك الراحل محمد الخامس إلى الحاضرين من الهامات اللامعة من المغاربة والأجانب في هذا المجال ، كما عرفت حضور الملك الراحل الحسن الثاني الذي أغرم بجمالية الموقع ليأمر ببناء مسكن غابوي بسيط وسط الأرز على مقربة من الدير ، حيث كان يستفيد من المكتبة والمحاضرات المنظمة خلال إقامته الصيفية بإفران وتومليلين .

وبعد أن تم إغلاق هذا الدير سنة 1968 على يد الجنيرال أوفقير لأسباب مجهولة رغم كل ما تم تسويقه من أعذار ، طرأت على الساحة مساع ومجهودات لفعاليات ثقافية محلية ومركزية ودولية لإنعاش هذا الفضاء وترميمه وإعادته إلى سابق عهده ، فهل ستعود تلك الأمجاد للمكان رغم رحيل ابطالها …….!!!؟؟؟

الاخبار العاجلة