فلاش انفو24
هو الزعيم الثائر ضد الكفر والإحتلال الأجنبي ، بطل مقدام إستطاع بقوته وشجاعته وحزمه تحدي الجيوش الفرنسية والإسبانية وحتى الولايات المتحدة الأمريكية ، ينتسب لأسرة عريقة ، ارتبط بعائلة المجاهد الكبير مولاي عبد السلام بن ريسون ، ففي وقت نجد فيه بعض المؤلفات و الوثائق المخزنية تصفه بقاطع الطريق واللص العنيد الذي عاش – كما قال – عبد الوهاب بن منصور في كتاب ” أعيان المغرب ” ، بدويا نما بين أحضان الجبل ، نشأ في اللصوصية واحترف نهب المارة وقطع السبيل ، وإعتقله المخزن بالصويرة لبضع سنوات ، حيث أطلق سراحه بشفاعة من الحاج أحمد الطريس ، كما أرسل إليه الجيلالي اليوسفي ( بوحمارة ) لتوليته ، غير أنه رفض ظهير التولية لأنه كان يرى أنه أحق منه بما رشحه له .
لكن هذا الثائر الأمازيغي لم يكن سوى مقاوم للإستعمار ، مناهض للحكومة متسلط على أعداء المغرب ، بطل قرر الإنتقام من أحد أعمدة المناورات الإستعمارية ضد المغرب وهو ( ماك لين ) المستشار والصديق الحميم للسلطان عبد العزيز ، وكذا الجاسوس البريطاني الذي كان يستعمل طنجة منطلقا للمؤامرات على إستقلال المغرب الصحفي (هاريتس ) والقنصل الأمريكي في طنجة ( بارديكاريس ) فإختطفهم جميعا ولم يتم تسريحهم إلا بعد تأدية ذعيرة ضخمة ، وهي أعمال وطنية وليست لصوصية ، وقد صنف المؤرخون الفرنسيين هذا البطل بأنه ثار ضد المسيحية وفرض نفسه عاملا على طنجة بالقوة . بدأ نفوذ الريسوني يتوسع منذ سنة 1905 حيث أصبح سيد القبائل الشمالية وأشدها ثم أخذ بتوسيع تطوان وقبائل الريف وإحتل أصيلا بالسلاح سنة 1906 و خضعت له قبائل الخلط وأولاد موسى وبلغ حتى أسوار القصر الكبير . وأصبحت طنجة العاصمة الدبلوماسية تحت رحمته .خاضعة لرجاله الذين كانوا يرتدون السلاهيم الحمراء الفاخرة والعمامة الخضراء ، كما كان يوزع المناشير التي كان يتهافت عليها الناس لقراءتها ، وزادت قيمته حين إغتال رجاله أحد الجواسيس الفرنسيين مما جعل فرنسا تضعه بالقائمة السوداء ، فإستقر بقصره بقرية الزينات متحديا الأسرة المسيحية وهو ذل لم ترضاه الأسرة الدولية ،التي شكلت جيشا من فصائل إسبانية وفرنسية اتجهت من طنجة لمحاربته كما جيش السلطان مولاي عبد العزيز جيشا مكونا من 3000 جندي بقيادة قايد الرحى محمد الكباص ، فهرب إلى الجبال ودعا إلى الجهاد وتخصص في إختطاف البحارة من ميناء طنجة . فقام بإختطاف رهائن ولا يتم تحريرها إلا مقابل مبالغ مالية خيالية تسيء إلى سمعة الدول العظمى ففي بونيو 1904 إختطف الريسوني ( بيد يكاري ) الأمريكي وصهره الأنجليزي ( فارلي ) بالجبال الريفية ، فأرسلت الحكومة الأمريكية ست بوارج حربية الى ميناء طنجة وقد تعززت ببارجة حربية إنجليزية ، وبعد وساطة شريف وزان نجحت المفاوضات بعد تأدية 70000 جنيه إسترليني من طرف الأمريكيين وكذا حكم طنجة من طرف السلطان العزيزي .
هذا هو الريسوني الذي أسر المستشار البريطاني للسلطان عبد العزيز العلوي وصديقه ومفتاح الدعم الإنجليزي له .
إنه مهما إختلفت الروايات في موضوع الريسوني ، فإن هناك حقيقة لا نزاع فيها ، وهي أن هذا الرجل كان من أعظم رجال التاريخ المغربي بقوته وشجاعته وشهامته ونفوذه ، عاش عظيما ومات عظيما ، حتى حين أسره عبد الكريم الخطابي والد المجاهد محمد بن عبد الكريم الخطابي وهو محمولا على نعش لأنه كان مريضا بالطاعون والناس من حوله يتفرجون ، بين متشف ومتحسر ، ضحك البعض على جثته فنهض فوق وركيه وقال : إضحكوا ما شئتم على الريسوني وإفرحوا لإهانته ، فوالله سوف يأتي يوما تدفعون فيه ما تملكونه لكي أعود ، ولكن هيهات سيكون قد فات الأوان ، لأني ذاهب إلى غير رجعة .
وقد أثرت شخصية الريسوني على الأحداث والرجال ، لدرجة أن إحدى المؤسسات السينمائية الإنجليزية أنتجت فيلما سينمائيا سنة 1975 يؤرخ لهذا الرجل الأسطورة مثل فيه شخصية الريسوني ، النجم ( شون كونري ) البطولة أعطى فيه لشخصيته هيبة وإجلالا ، خصوصا وأن القصة مستوحاة من الواقع والحقيقة وعن قصة عنونها أحد الكتاب من أقرباء الريسوني ب ( أبطال صنعوا التاريخ ) ..
خنيفرة :أبطال صنعوا التاريخ المغربي …
مكتب مراكش7 يونيو 2019


مقالات ذات صلة
“الاحتراق المهني” يرتبط بضربات القلب غير المنتظمة القاتلة
التوقيع بمراكش على اتفاقية من أجل إنعاش ريادة الأعمال
تلبية لدعوة الملك.. مساهمات جديدة في صندوق تدبير جائحة...
تسجيل 9462 إصابة و127 وفاة جديدة بـ”كورونا” في 24...
أحوال الطقس تتسبب في تعليق الرحلات الجوية بمطار اسطنبول
سبع حالات متعافية من فيروس كورونا تغادر مستشفى الأمير...