محمد.هيلان
الحقيقة انه مؤخرا اشتكى مجموعة من المواطنين بالصويرة من جودة المياه و أضحت الأغلبية الساحقة من الساكنة ياقنة بأن الماء أصبح له طعم مالح و رائحة غريبة.
و لا شك ان مثل هذه المواضيع تحتاج الى تحقيق دقيق من طرف المراسل او الصحفي او حتى المدون الذي يرغب في إثارة هذا الموضوع كونه يرتبط بصحة المواطنين و ان اقل معلومة غير مؤكدة في هذا الصدد قد تنعكس سلبا على ناشرها.
ولكن يبقى أخد الحيطة والحذر من إمكانية الإصابة بمرض سببه مياه غير صالحة للشرب امر يجب الإشارة إليه و الوقوف عنده فصحة المواطن فوق كل اعتبار.
توصلنا اليوم السبت 18 ماي 2019 برسالة صوتية مسجلة لدينا مفادها ان ساكنة الديابات و الغزوة يشتكون مؤخرا من الماء الذي تغير طعمه و رائحته بسبب تجمع المياه مند مدة في سد الزرار قرب مكنافة بإقليم الصويرة.
و تفيد الرسالة الصوتية ان الساكنة لم تشتكي من جودة الماء عندما كان يصلها من بئر أكرض بعد معالجته بالشبكة المائية بالقنطرة ، و يرجح صاحب الرسالة ان سبب تغير مذاق و رائحة الماء راجع لتجمع المياه مدة طويلة بسد الزرار ، و امام خوف الساكنة من إصابة او تضرر صحي تحتم على الأغلبية شراء المياه العذبة مما يكلف ماديا.
و يبقى السؤال المطروح هو هل خضع سد الزرار الى مراحل معالجة المياه ؟
هل عمدت الجهات المختصة و نجحت في كيفية تصفية مياه هذا السد و إخضاعها لمراحل عديدة من التنقية بهدف جعلها صالحة للشرب ، أو الزارعة، أو أي استعمال آخر؟
للإجابة عن هذه الأسئلة نتمنى صادقين ان تكون الجهات المختصة قد عمدت الى المراحل المتعلقة بمعالجة المياه بالسد بداية من الغربلة التي يتم من خلالها تمرير المياه عبر غرابيل، لتنقيتها من الأجسام الكبيرة الحجم؛ وأبرزها أوراق أو أغصان الأشجار، أو الحصى والحجارة الكبيرة، بالإضافة إلى أي كتل صلبة ٍأُخرى ، ثم الترسيب الذي يعتبر المرحلة الثانية التي تنتقل فيها المياه إلى حوض كبير، مزود بكبريتات الألمنيوم، أو أي مادَةٍ كيميائيةٍ يُحددها الخبراء، وتقوم بدور الترسيب، حيثُ يصير وزن الشوائب العائمة أثقل من الماء، فتترسَب أسفل الحوض، ويتمَ التخلص منها عبر تقنية السحب.
و الترشيح الذي من خلاله تمر المياه بطبقةٍ رملية أي مرشح، لا يقلّ سمكها عن الثمانين سنتيمتراً، كما لا يزيد عن مئةٍ وخمسين سنتيمتراً، والهدف من القيام بذلك طرد آثار الجزيئات أو الشوائب، وتصفية الماء، يُذكر أنه يتمَ تنظيف المرشَح بشكلٍ مُنتظم، كيلا تتجمع الموادّ الصلبة فيه.
و أيضاً التعقيم الذي يُعدُّ المرحلة النهائية لمعالجة المياه، وتشمل ثلاث آليات التعقيم بغاز الكلور هي أشيع الطُرق استخدماً لتعقيم مياه السدود، وفيها يُضاف غاز الكلور بمقادير مُحددة بهدف التخلص من الكائنات الحية الدقيقة، كما يتم اللجوء لإضافة ثاني أكسيد الكلور، لتحسين مذاق المياه ،ثم التعقيم بغاز الأوزون وهي من آليات التعقيم المُكلفة، لكن لها نتائج جيّدة بهذا الخصوص، حيثُ تتم إضافة من مليغرام واحد إلى أربعة مليغرامات من غاز الأوزون إلى لتر من الماء، للقضاء على المواد الملوَنة، وأي مواد قد تُسبب الإصابة بالأمراض و اخيرا التعقيم بالأشعَة فوق البنفسجية وخلالها تُعرَّض المياه للأشعَة فوق البنفسجية لمدةٍ مُحددة، لما لها من فعاليةٍ عاليةٍ في قتل البكتيريا والفيروسات الضارة بصحة وحياة الإنسان.