محمد هيلان
في الظاهر ان الحزب السياسي هو تنظيم دائم يتمتع بالشخصية المعنوية ويؤسس بمقتضى اتفاق بين أشخاص طبيعيين، يتمتعون بحقوقهم المدنية والسياسية ويتقاسمون نفس المبادئ، قصد المشاركة في تدبير الشؤون العمومية بطرق ديمقراطية ولغاية غير توزيع الأرباح.
و من المعلوم عند المختصين في المجال السياسي ان هناك اختلاف بين الترحال السياسي الذي هو سلوك و ممارسة سياسية تنم على تغليب المصلحة الشخصية على المصلحة العامة، و إخلال بالمبادئ و بالأطروحة السياسية للحزب و بضوابطه التنظيمية، الذي كان ينتمي إليه الشخص الرحالة قبل أن يقرر الانتقال إلى حزب سياسي آخر دون اغفال عن اسباب أخرى تكمن في عدم تشبع الحزب بالديمقراطية الداخلية.
ثم الإستقالة من الحزب ، التي هي تعبير صريح عن مغادرة طوعية و إرادية من حزب الى حزب آخر ، من طرف شخص عضوا فيه سبق أن ترشح بإسمه في استحقاقات انتخابية، و أعلن لاحقا الانتقال إلى حزب آخر، أو من فريق إلى آخر، أو من مجموعة إلى أخرى، مما تتحقق معه واقعة التخلي الإرادي عن الانتماء السياسي .
و بما بأن الترحال السياسي خلال فترة الانتداب الانتخابي لا يترتب عنه عقوبات مالية فقط كما كان الحال مع قانون الأحزاب السياسيةلسنة 2006، بل أصبح حاليا ينتج عنه التجريد من العضوية في مجلسي البرلمان، و في مجالس الجماعات الترابية، و في الغرف المهنية ، سيلاحظ المتتبع للشأن السياسي بإقليم الصويرة ان عدد من الساسة يعتزمون على تقديم استقالتهم من الأحزاب السياسية التي ترشحوا بإسمها وذلك تزامنا مع اقتراب الانتخابات القادمة.