بوتفليقة ام جنرالات الاستعمار من يستحمر شعب الجزائر المكافح

بوتفليقة ام جنرالات الاستعمار من يستحمر شعب الجزائر المكافح

 

بواسطة ا لحاج نجيم

عما يصدر في حقه من أحكام  أواتهامات،وهذا مردود عليه لأن بإمكانه الرفض ولو بإسقاط نفسه من على كرورستهأمام كاميرات العالم بأي طريقة  كإشارة منه على أنه رافض لما  يفعلون به ، إنه راضٍ بما يفعلون به إذن فهو مسؤول مسؤول مسؤول مسؤول……

أولا : لم يبق ما يُقَالُ أمام  الوجوه  القصديرية  الصدئة  اللقيطة التي تحكم  الجزائر:

وأخيرا لم يخرج  بوتفليقة  وزبانيته  وبقايا  حثالات  عصابة بومدين  المحيطة به  ، لم يخرجوا عن  أساليب نذالتهم و خستهم  ودناءتهم  وغدرهم  وخداعهم  ومكرهم  وخبثهم …وأخيرا تقدم  بوتفليقة  بالترشح  لعهدة  خامسة  بلا خجل وبلا  إحساس بالكرامة  أمام  الملايين التي  قالت له  ( لا لعهدة  خامسة يا بوتفليقة )  الملايين من الجزائريين  بُـحَّتْ  حناجرهم  وهم  يرددون في وجهه  ووجه  النظام  برمته ( الشعب يريد إسقاط النظام )  ( ارحل )  ( ارحلوا ) … يُعَـدُّ تحدي بوتفليقة  لإرادة  الشعب  الجزائري  برمته  سلوكا  يدل على منتهى الاستهتار وقمة انعدام الإحساس بالمسؤولية واحتقار القيم البشرية والاستهزاء بها  وخاصة قِـيَمِالواجبات التي تربطه بالشعب الجزائري ومواثيق الشرف التي تربط الحاكم بالمحكوم كما هو متعارف عليها عالميا ، الشعب الذي خرج يعبر عن كراهيتهونبذه للنظامالفاسد  برمته ، نظام لا يخاف الله ولا يرحم أكثر من 40  مليون جزائري ومع ذلك  يُـمْعِنُ بوتفليقة وبطانته  في إذلال هذا الشعب ويُصِرُّ  على  إتمام  مهمة  تخريب الوطن  تنفيذا  لوصية  جدهم المقدس  المقبور الجنرال دوغول ، أليسوا  عصابة من الحركي ؟ لأن دماء  هذا  الداهية  تجري  في  عروق  العصابة الحاكمة  في الجزائر  بدون شك ، وقد  أثبتوا ما قاله هذا  الجنرال الداهية  بأنه  ترك  الجزائر  في  أيادي  لن  تترك  الجزائر تخرج  عن  وصاية  فرنساإلى الأبد ،  وسيعملون  بأقصى جهد من أجل تنفيذتصريحات  19  مارس  1962  الواردة  في اتفاقية إيفيان  الموقعة  بين عصابة بومدين  والجنرال دوغول  والتي لا يعرف أي جزائري  عن  مضمونها  أي شيء ، لكن مؤشراتها  بدأت  في الظهور وعلى رأسها  الحرص على أن لايخرج الحكم  من أيادي  هذه  العصابة  مهما كان الثمن  وباستعمال  جميع  الأساليب  ، ألم  يذبحوا  250  ألف  جزائري  من أجل  الحفاظ  على  وعدهم  لجدهم  المقدس  الجنرال دوغول ؟ألم يحرصوا خلال 57 سنة على  تدمير اقتصاد البلاد وسرقة خيراتها وتهريب أموالها إلى الخارج  وتركها  خرابا يبابا ؟ وقد  نجحوا في تحقيق  هدف  جدهم  المقدس  الجنرال دوغول ووقفوا  أمام  كل عاصفة  في وجههم  بكل الأساليب  منها  مثلا خطاب  طاب جنانو…

ثانيا : خطاب طاب جنانو و مكر حكام الجزائر ودناءتهم  وخستهم منذ قيام  الثورة في  1954:

قبل 7 سنوات أي في 08 ماي 2012  قال بوتفليقة في خطابه للشعب الجزائري ( طاب جناني ) واعتبر  الشعب  هذا  الخطاب  بمثابة  خطاب وداعٍ  للرئيس بوتفليقة خاصة وأنه  تكلم باسم  جيله  وقال ” وأكرر  اليوم  بأن جيلي طاب جنانو … لا يكلف الله  نفسا إلا وسعها ” … لكن الشعب الجزائري  لم  يكن  يدرك بأن  عصابة بومدين  لن  تترك  الجزائر إلا  خرابا  يبابا ولم يكن ذلك الخطاب  سوى  إحدى  حِـيَلِهَا ، ونحن  صَدَّقْـنَاهُساعتها واعتبرنا أن الرجل  كان صادقا ، لكن ومع مرور الأعوام  وتتابع  مؤامرات  بوتفليقة  هو وما  بقي من عصابة بومدين أثبتوا   لنا بأننا  قد  سقطنا  منذ  مطحنة  08 سنوات للثورة  التحريرية  ضد  المستعمر الفرنسي ( 1954- 1962) وما  كان  خلالها من  اغتيالات  وقتل  مباشر  لرجال الثورة الحقيقيين أمثال الشهداء : عميروش والسي حواس وعلي ملاح المعروف بالعقيد السي الشريف ومصطفى بن بولعيد وبشير شيحاني ومحمد شعبانيوغيرهم كثير ممن اغتالتهم  عصابة  بومدين لا لشيء إلا  لكونهم  فطنوا  للعبة القذرة التي  كانت  تلعبها  عصابة  بومدين  وهي التخطيط  لاستيلاء  العسكر على السلطة  وانتزاعها  من  الحكومة المدنية المؤقتة  برئاسة فرحات عباس في  انتظار نجاح مؤامرتهم  التي كانوا  يدبرونها  مع الجنرال دوغول والتي كانت  هدفا استراتيجيا  للجنرال دوغول  وهو يستعد  ليمسك  بزمام  الحكم  بقوة في فرنسا  في تلك الفترة ، وكان هدف دوغول الاستراتيجي  هو إخماد  الثورة الجزائرية  وخنقها  بأي  ثمن  ليتفرغ لبناء  فرنسا  الخارجة  مباشرة من حرب مدمرة ، وقد  وجد  دوغول  عصابة بومدين  على استعداد  لبيع  الثورة  ورجال الثورة  ومبادئ الثورة  من أجل  الاستيلاء  على السلطة  بعد  خنق  الثورة  التي قامت في  فاتح  نوفمبر 1954  ، ونجحوا  في ذلك  بتواطؤ  مع  الجنرال دوغول  باختراع  أكذوبة  استفتاء  تقرير المصير الذي  تلقفها  الشعب  المغبون  بفرح  شديد  وهو لا يعلم  أنه  صَوَّتَ على  ورقة  تقول  حرفيا  : ”  هل تريد  أن  تصبح  الجزئر دولة مستقلة  متعاونة  مع  فرنسا  حسب  الشروط   المقررة  في  تصريحات  19  مارس 1962 (  نعم – oui ) .. ولاتزال  بقايا  هذه  العصابة  تلعب نفس اللعبة  لأنها  لن  تتخلى عن السلطة أبدا  حتى تُـنْهِي  مُهمتها  بتدمير الجزائر  وشعبها  تدميرا  تاما ، ولتحقيق ذلك  التجأ  بوتفليقة  وزبانيته  للحيل والمكر  والخداع  ونشر الأكاذيب  وبكاء التماسيح  مثل  خطاب  طاب  جنانو الذي  صَدَّقْنَاهُ …إنها أساليب  العصابات  والمافيات القذرة .

ثالثا :ماذا حصل بعد خطاب طاب جناني ؟

لا شيء  حصل  بعد هذا الخطاب  ، بل  بالعكس فبعد  خطاب طاب جنانو  زاد  تَـغَـُّولُ  النظام  وازداد  احتقاره  للشعب لأن الحاضرين  في القاعة  أثناء الخطاب  بمدينة سطيف  في 8 ماي 2012  هزتهم  كلمات  الخطاب فهبوا مصفقين  له وزغردت  النساء  من شدة  انفعال  الجميع  بما جاء  في هذا الخطاب الماكر  والذي  فهم  منه  الجميع  بأنه  كان يحمل  معنى  مباشرا  وهو إن  جيل  بوتفليقة   قد أدى  رسالته  وسيترك  الأمور في  الجزائر للشباب ، لكن  ما هو الأثر  الذي  تركته تصفيقات  القاعة  في  عقلية  عصابة  بومدين ؟  لقد  تأكدت  عصابة بومدين إذاك  أن  الشعب  لا يزال  في  غيبوبة  تخدير الاستحمار  مثل ( الجزائر كعبة الثوار ويابان إفريقيا والدولة القارة والقوة الإقليمية  الوحيدة الخ الخ الخ ) وهو ما ترتب  عنه  زيادة  الثقة  في  نفس عصابة بومدين  وترسيخها  في  السلطة  ، واطمأنت  لاستمرار  استحمار هذا الشعب  بل  ضمنت لنفسها  استحماره  لأزيد من 50  سنة أخرى ، إذ  لم  يكتفي  النظام  باستحمار الشعب بعد خطاب طاب جنانو  بل  زاد  في إهانة  هذا الشعب  حينما  مرض  الرئيس مرضا  خطيرا  ميؤوس  من  شفائه ،  فوضعته عصابة بومدين أو ما  بقي  منها  في  محيط  الرئيس  وضعته  على  ( كرسي المهانة  المتحرك )  وطافت  صوره  العالم  ولعابه  يسيل  على  خديه ، وطالت مدة مرض الرئيس ،  وبما  أننا  كنا  ولا زلنا  نردد أنه  ليس  في  دولة الجزائر  مؤسسات ، فإن  ما يسمى بمؤسسة  المجلس الدستوري في الجزائر  وقفت  موقف  المتفرج  الجبان أمام  رجل  يتلاعب به  محيطه  وزبانيته فهي  تتحمل  مسؤولية  تمطيط  حكم  بوتفليقة  منذ أن  توقفت  كل أعضائه عن  العمل ، فلسانه  تجمد  ولم  تعد  تحمله  رجلاه  ولم يعد يتحكم  في  لعابه  الذي يسيل على خديه  وهي أكبر علامات  العجز المطلق  وليس الجزئي ، كل  هذه  العلامات  المرضية  تستدعي ما  يسمى  صوريا  المجلس الدستوري بأن  يتم تفعيل  البند 102  من الدستور  الجزائري ،  لكن  بما أن  هذه  المؤسسة  هي  جزء  من  كل  ما  هو  (  صوري ) فتقرير مصير  الشعب  الجزائري  الذي  صوت عليه الشعب  في فاتح  جويلية  1962  بنسبة  تكاد تصل إلى 100 % والذي جاء بعده استقلال صوري ، فهل بعد  ذلك  كارثة  أكبر  منها ؟ وهكذا جاءت كل المؤسسات بعد ذلك صورية إلا مؤسسة  العسكر التي تَسَلَّمَتْ  السلطة  من  الجنرال  دوغول  يدا  بيد  هي المؤسسة  الحقيقية  الوحيدة  في الجزائر ، ونحن  نعلم  ممن  تتكون  هذه  المؤسسة  فعمودها  الفقري  هم  جنرالات  فرانسا  وكابراناتها ..تغولت  السلطة  لدرجة  أنها  أعلنت عن ترشيح  بوتفليقة  لعهدة  خامسة ،  يا  ويلتاه !!!  كل  ذلك  حصل  للجزائر  في  أربع  عهدات  لبوتفليقة  وسيترشح  لعهدة  خامسة  وهو أبكم  أصم  مشلول  ، إنها  كارثة  الكوارث  وقمة الاستهتار  بالمسؤولية  تجاه   شعب  ضحى  طيلة  130 سنة من الاستعمار الفرنسي  زائد  57  سنة من  الإذلال  والحكرة على يد  الذين  كنا  نعتقد  أنهم  جزائريون  لكن  للحقيقة وللتاريخ  هؤلاء  ليسوا  جزائريين  بل  هم  عصابة  هجينة  مكونة  من كل ما  خلق  الله  من أعتى المجرمين  الغدَّارين …

رابعا : صباح الجمعة  المعجزة 22  فيفريي 2019 :

وصباح  الجمعة  22 من  شهر فيفريي 2019  هَبَّ  الشعب  فجأة   كرجل واحد لأن الموس  وصل  للعظام والأعصاب  فعلا  لدى  كل  الشعب الجزائري  – طبعا  باستثناء مرتادي كلوب دي بان وموريتي الذين فروا  إلى الخارج – هب الشعب الجزائري  في  مظاهرات  واحتجاجات  بصفة مفاجئة أذهلت  العالم  الذي  يئس  من  رجال الجزائر ، هب الشعب في  وجه  النظام برمته ، كانت المظاهرات  ترفع شعارات  ضد  العهدة الخامسة  ثم   تطورت  إلى  المطالبة  برحيل  النظام برمته الذي نعتوه  بأبشع  النعوت ( نظام  اللصوص – نظام الفساد العام – نظام  التزوير – نظام نشر الأكاذيب ) ، وسمعنا  شعارات  هزت  ذوي  النفوس  العزيزة  من مثل (  يا السراقة  خليتو لبلاد – لا للعهدة الخامجة لا لحكم  العسكر – يا الشيات يا جبان ، الجزائر لا تهان – لا تزوير لافساد  لا لتخريب البلاد الخ )  من الشعارات التي  تهز  أحاسيس  الحجر وليس البشر ، لكن  أحفاد الجنرال دوغول  لن  تهزهم  الكلمات .

خامسا  : ظهر الأمل  ولكن…. :

انتفض الشعب  يوم 22 من  شهر فيفريي 2019 في كافة مدن الجزائر وقراها  ومداشيرها  وظهر الأمل  في الأفق ،  تسارعت  السيناريوهات أمام  أعيننا ، وكان  السيناريو  الأقرب  هو أن بوتفليقة  لا شك  ستصله  أصداء  تلك  الشعارات  المهينة له  ولكرامته إن كانت له  كرامة ،  وستهز  تلك الشعارات  أركان  زبانيته  ومن ما بقي من عصابة  بومدين ، لقد كانت مناظر المظاهرات التي عمت  البلاد  ولاتزال  تقسعر لها  أبدان  البشر وليس  قلوب  الحجر من  عصابة  بومدين  التي  شدت  الخناق  على الشعب  وتركته  يرتجف  من  شدة  التخلف ،  لكنه  اليوم  نهض  من  الرماد  ، من رمادٍ خَلَّفَهُالشعب من جراء  نيران  المجرمين  الذي  أشعلوها  فيه  سياسيا واقتصاديا  واجتماعيا  من انعدام  التنمية وغلاء المعيشة  حتى  أصبح الشعب  الجزائري  قانعا  بمضغة  خبز  وجرعة  ماءٍ  ولم  يجدهما  مع  ما  فعلته  به  عصابة  بومدين  ، فعاش  هكذا  حتى  احترق  وأصبح  رمادا ،  لكن  الشعب  الجزائري  خرج  فجأة  من  هذا  الرماد  كالمارد  هاتفا  بشعارات  كانت  في البداية  ضد  العهدة الخامسة لبوتفليقة   ثم  انتقلت  إلى ( الشعب  يريد  إسقاط النظام )   اعتقدنا  أن  النظام الجزائري  قد  اهتزت  أركانه  وسَـيَـنُوخُ  كالجمل  أمام  ثقل  هذه  المظاهرات  سواء من حيث  عدد  المشاركين فيها  التي  بلغت  الملايين  أو من  حيث  ما  عبرت  به  من  شعارات  تجاه  بوتفليقة  شخصيا  وتجاه  النظام  عامة  فظهر  الأمل  في التغيير  الجذري  في  الجزائر  واضحا  جليا  أمام  أعين  أحرار  الجزائر  وحرائرها  … ولكن …

سادسا : هل صَدَّقَ الشعبُ الجزائري ما جاء في رسالة ترشيح بوتفليقة (طاب جناني ) الثانية ؟

انتظرنا  ردة  فعل  النظام  وكان أملنا  على الأقل  بأن  يسحب  بوتفليقة  ترشيحه  للعهدة  الخامسة  وكان ذلك  أضعف  الإيمان  عندنا  ، لكن  أركان  النظام بنذالتهم و خستهم  ودناءتهم  وغدرهم  وخداعهم  ومكرهم  وخبثهم  تحدوا  الشعب  وهبة الشعب  الجزائري حينما تقدم  بوتفليقة  بالترشح  لعهدة  خامسة  بلا خجل وبلا  إحساس بالكرامة ، كل  تلك  الشعارات  قابلتها  عصابة  بومدين  بإحدى  أساليب  الجنرال  دوغول ، أليسوا  أبناءه  وحفدته  هم  العمود  الفقري  للنظام الحاكم في الجزائر ؟  كل تلك الشعارات  قابلتها  عصابة بومدين الخائنة  بحيلة  من  حيل  جدهم  المقدس عندهم الجنرال دوغول ، قدم  بوتفليقة  ترشيحه  وأرفقه برسالة سَمَّيْـتُهَا  رسالة طاب  جنانو 2 …  رسالة  تلاها  نيابة عنه  المدعو عبد الغني زعلان  الذي  خلف  بومرميطة  سلال  في حملته الانتخابية  ، وكانت  تلك الرسالة أو طاب جنانو رقم 2  هي عبارة عن  إمعان  شديد في إهانته للشعب  الجزائري يقول  فيها ما معناه ” فقد تضمنت الرسالة  06  إجراءات تعهد بوتفليقة بالقيام بها بعد انتخابه  لعهدة خامسة يوم 18 أبريل 2019 ، أنه  سينظم ندوة  وطنية و سيجري تنظيم انتخابات رئاسية مبكرة وفقا للجدول الزمني الذي تحدده  تلك الندوة الوطنية  وتعهّد بألا يكون مرشحًا لهذه الانتخابات المبكرة التي قال إنها ستجري في ظروف من الصفاء والحرية والشفافية، والتي ستحددُ الندوة الوطنية موعدها …وبحسب الرسالة، فإن الندوة الوطنية الشاملة التي يفترض أن تجرى بعد الانتخابات ستكون مهمتها  مناقشة وتطوير واعتماد إصلاحات مؤسساتية وسياسية واقتصادية واجتماعية، ستشكل أساس النظام الجديد للدولة الوطنية الجزائرية…كما تضمنت إجراء استفتاء شعبي لدستور جديد يكرس ولادة الجمهورية الجديدة والنظام الجزائري الجديد والتنفيذ الفوري للسياسات العامة لضمان إعادة توزيع الثروات الوطنية بشكل أكثر عدلا وإنصافا، والقضاء على التهميش والإقصاء الاجتماعي ، فضلا عن التعبئة الوطنية الفعالة ضد كل أشكال الفساد ، وستـشمل  الإجراءات أيضا مراجعة قانون الانتخابات، بما في ذلك إنشاء منظمة انتخابية مستقلة تتحمل المسؤولية وحدها عن تنظيم الانتخابات ، واعتبر بوتفليقة في رسالته  تلك أن هذه الالتزامات  ( ستقودنا بشكل طبيعي إلى انتقال للأجيال في جزائر متصالحة مع نفسها )  مطالبا الجزائريين  بكتابة صفحة جديدة في تاريخنا بجعل انتخاب 18 أبريل 2019 ميلاد جمهورية جزائرية جديدة يطمح إليها الشعب الجزائري”…. انتهى تلخيص  رسالة  طابو جنانو رقم  2 …

طبعا  لن  يصدق الشعب الجزائري ولا كلمة  من  أكاذيب  رسالة  طاب جنانو 2  لأن الشعب  فطن خلال 57  سنة  للأكاذيب  والشعوذة  وتهريج  هذا النظام  الذي  بدأ  مباشرة  بعد  قيام  ثورة  فاتح  نوفمبر  1954 لأن  ملامح  هذا  النظام  قد  تشكلت  كما  قلنا  وأعدنا  خلال  8  سنوات  من  الحرب  ضد  المستعمر  الفرنسي ، تشكلت  باغتيال  كل  أحرار  الجزائر الحقيقيين  سواء  أثناء الثورة  أو  بعدها ، ودافع  النظام  عن  وجوده  بمحرقة  العشرية السوداء  التي  ذبح  خلالها  ربع  مليون  جزائري  من أجل  عيون  الوصي  الفرنسي  الذي  لم  يحرك  ساكنا  وهو  يرى  أبرياء  الشعب  الجزائري  يذبحون  أمام  عيونه  المنتشرة في  عموم الجزائر ….لن يصدق  الشعب الجزائري  ما  جاء  في  رسالة  طاب جنانو 2  لأنها  مجرد  حيلة  أخرى  يأخذ  فيها النظام  نَـفَـساً  ليعيد  تشكيل  المافيات  الجديدة  التي  ستغير أساليب  خنق  الشعب ، فقد  تعددت  طرق  الحكم  والهدف  واحد وهو  خنق  الشعب الجزائري  بطريقة  من الطرق جديدة  والاستمرار  في تدمير  الشعب  نفسيا  وعضويا  والزيادة  في  توسيع  عيون  شباك  المداخيل  الجزائرية  للمزيد من  تهريب  الملايير من الدولارات نحو  الخارج  لأن  الهدف  الاستراتيجي  أمام  هذه  العصابة  لن  يتخلوا  عنه  أبدا وهو  ترك  الجزائر  بلادا  جرداء  قاحلة  بنشر  الجهل  واستمرار  نهج  سياسة  تركيز  القحط  الفكري  بأساليب  جديدة …

عود على بدء :

كل ما  قلناه  في  هذا  المقال  وفي  مقالات سابقة  ومع ذلك  لم  نستطيع  مجاراة  نفاق  وأكاذيب  وأساليب  المراوغة  والشيطنة والخبث والدناءة  التي  يعيش بها  ومنها  هذا النظام ،  ها  هو  حتى  بعد أن  قام  الشعب  بانتفاضته  ضده  ها هو  يخترع  وسيلة  جديدة  لتقديم  الجزائر إلى جيل  جديد  من  الخونة  الأصغر  سنا  من  عصابة بومدين  لكنها  من  صلبه  ومن  دمه  ، لقد  اخترع  النظام  أسلوبا  لاستمرار  جثومه  على  صدر  أحرار  الجزائر  ،  فَحَسَبَ  رسالة  طاب  جنانو رقم 2  سَـتَـمُرُّ  انتخابات  18 أبريل  2019  و سيفوز  بوتفليقة   بعهدة  خامسة  لِيُسَلِّمَ  الحكمَلجيل  جديد من  الحركي  من  أحفاد  الحركي  وسيبقى  الوضع  على ما هو  عليه   إلى أن  تبقى الجزائر  خرابا  يبابا  ، بلا  ماء  ولا  غاز  ولا نفط  ولا  تراب  يصلح  للزرع  والضرع  ، فماذا  أنت  فاعل  أيها  الشعب  الجزائري  المغبون  في  حقوقه  طيلة  قرنين  من  الزمان (  130 سنة + 57  سنة ) ؟  والباقي  سيتكفل  به  حفدة  الجنرال  دوغول  الذي  كان  يخدم  بلاده  بشوفينته المعروفة  مستغلا  الخونة  من  الجزائريين الذين  ضحكوا على  ذقون  ملايين من الشعب  الجزائري فسرقوا  ثورته  وثروته  وزوروا  إرادته  وتاريخه و لا يزالون  مستمرين  في  تزوير  إرادته  إلى ما شاء الله …

إنني  متشائم  بعد  أن  رأيت  بأم  عيني  كيف  يستطيع  أن يتلاعب  حفنة  من  حفدة  الاستعمار من الحركي  الحاكمين  بالوصاية  في الجزائر ، رأيت كيف يتلاعبونبالملايين  من  أحرار  الجزائر وبالقانون !!!!! مع الأسف  وبالقانون … لكن أي  قانون ؟  إنه  قانون  ساكسونيا  الذي وهو قانون ابتدعته حاكمة مقاطعة سكسونيا، إحدى المقاطعات الألمانية القديمة في العصور الوسطى.وبموجب هذا القانون فإنّ المجرم يُعاقب بقطع رقبته إن كان من طبقة “الرّعاع”ـ والرّعاع هم عموم أفراد الشّعب الذين لا ينتمون إلى طبقة النّبلاء ـ أما إن كان المجرم من طبقة النبلاء فعقابه هو قطع رقبة ظلّه !!!!بحيث يُؤتى “بالنبيل المجرم” حين يستطيل الظّل بُعيد شروق الشمس أو قُبيل مغربها، فيقف شامخاً منتصب القامة، مبتسما، ساخراً من الجلّاد الذي يهوي بالفأس على رقبة ظلّه، ومن جمهور “الرّعاع” الذي يصفّق فرحاً بتنفيذ “العدالة”!!!. … تلك  هي  المأساة  أن الشعب  أو بعضهم  سيصفق  لتطبيق  قانون  عصابة  بومدين  الذي  بعث  قانون  ساكسونيا  وخرج  به  في الجزائر ،  المجرمون الحاكمون  يعيشون  في رفاهية  مهما  فعل  ، أما الشعب  إذا  تحرك  فمصيره  المشنقة …

كان مصير الجزائر مجهولا  قبيل ثورة  22  فيفريي 2019  وزاد  غموضا  بعد  رسالة  طاب جنانو رقم 2  التي أخلطت الأوراق  وفرقت  العباد ، فهل  سيصمد  الشعب  في  التظاهرات أم  ستصبح  تظاهرات  أفرغتها  رسالة  طاب جنانو رقم 2  من  شحنتها  المؤثرة  ونجاعتها  الفعالة ؟

سمير كرم  خاص للجزائر تايمز

الاخبار العاجلة